الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

الفَتَى المَبْهُورُ بِالْحُبْ

هَلْ تَذْكُرِيْنْ ؟!.

سَيِّدَتِيْ :

هَلْ تَذْكُرِيْنْ ؟!.

ذَاكَ الفَتَى الَّذِي تَوَارَى خَلْفَ أَسْوَارِ السِّنِيْنْْ .

ذَاكَ الفَتَى الحَالِمَ ،

وَالُمُنْكَفِأَ النَّظْرَةِ ،

وَالمُؤْتَلِقَ الجَبِيْنْ .

كَمْ كَانَ حُبُّهُ كَبِيْرَا .

وَكَانَ شَوْقُهُ أَثِيْرَا .

وَقَلْبُهُ أَصْفَى مِنَ المَاءِ المَعِيْنْ .

ذَاكَ الفَتَى الهَيِّنَ ،

 وَاللَّيِّنَ ،

 وَالطَّيِّبَ ،

 وَالسَّمْحَ الرَّزِيْنْ .

أَحْبَبْتِهِ حُبَّاً يَفُوْقُُ الوَصْفََ ،

 لا يُشْبُِِهُ حُبَّ الآخَرِيْنْ .

أَسْمَعْتِه أَحْلَى الكَلَامْ .

نَسَجْتِ فِيْ خَيَالِهِِ ،

أَبْهَى حِكَايَاتِ الغَرَامْ .

فَمَرَّةً ،

 فَارِسُ أَحْلَامِِ الصِّبَا ،

وَمَرَّةً ،

 كَتَوْأَمِ الرُّوْحِ الأَمِيْنْ .

ذَاكَ الفَتَى الوَدُوْدَ ،

 وَالَمْحُبْوَبَ ،

 وَالمُنْبَسِطَ اليَمِيْنْ .

هَلْ تَذْكُرِيْنْ ؟!.

كَيْفََ تَرَكْتِهِ عَلَى الرَّصِيْفِ

مُدْمَى القَلْبِ ،

مَسْلُوْبَ اليَقِيْنْ .

يَنْشُرُهُُ الأَسَى ، وَيَطْوِيْهِ الأَنِيْنْ .

تَرَكْتِهِ خَلْفَكِِ ،

 دُوْنَ أَنْ يَرُفَّ جَفْنُكِِ النَّاعِسُ ،

أَوْ تَنُدَّ مِنْهُ دَمْعَةٌ لِتَفْضَحَ السِّرَّ الدَّفِيْنْ .

******

سيِّدتي :

هَلْ تذكرينْ ؟!.

أُمْسِيَةً واحدةً – لا غير – من تلك الأماسي .

ثالثكمْ صفوُ الهوى ،

وقلبه المحموم فرط الإحْتباسِ .،

يكاد أن يفلُتَ من أَسرِ الضلوعِ ،

لاهثاً خلف الحواسِ .

وأنتِ ،

عصفورةُ عشقٍ ،

بلَّ  فيضُ الشوقِ ريشَها ،

 ضعيفةُ المراسِ .،

تبحَثُ عن ركنٍ حميمٍ دافءٍ ،

 ما بينَ خوفٍ والتماسِ .

فتحتمينَ بالفتى وتهمُسينْ .

( أهلي وناسي . ) ،

أنتَ ،

ولن يُطْفأَ - إِلاّ الموتُ – ،

لهفتي عليك أو حماسي .

يا دفء كانون القرى

ينشر أطياف النعاسِ .

يا هدأتي عند الكرى ،

وقوَّتي عند رقدة الحمّى وباسي .

هَلْ تذكرينْ ؟!.

كيف نقضتِ العهدَ والوعدَ المتينْ .

ثمَّ طويتِ صفحةَ الأيامِ ،

في  غدرٍ مشينْ .

وسرتِ في جنازة الفتى،


 وقد أخفيت  عدواناً مبينْ .

******

هَلْ تذكرينْ ؟!.

سيِّدتي :

هَلْ تذكرينْ ؟!.

مساءَهُ الأخيرْ .

وَقَلْبَهُ المحطَّمَ الأسيرْ .

يرنو إليك كالثريّا – بين جمع الراقصينْ .

تبتسمينَ تارةً ،

وتارةً ، تندهشينْ .

حتى إذا رَمَقْتِهِ – كالطيرِ – تجفُلينْ .

وتعبسينَ فجأةً ، وتبسرينْ .

سيِّدتي :

هَلْ تذكرينْ ؟!.

كيف سترتِ الحبَّ في عزمٍ مكينْ .

لملَمْتِ ثَوبَ العرسِِ ،

ثُمّ استَدَرْتِ تعبثين


في درَّةِ العقدِ الثمينْ .

*****

هَلْ تذكرينْ ؟!.

سيِّدتي :

هَلْ تذكرينْ ؟!.

ذاك الفتى المبهورَ بالحبِّ الذي كنتُ ،

وأنتِ زينة البناتْ .

ألذُّ من شهدٍ مصفّى ،

وأرقُّ من أزاهير الفلاةْ .

بهيِّةُ السمْتِ ،

مليحةُ الصفاتْ .

سنيّةُ الروح ، وضيئة الجهاتْ .

يحتار فيك الواصفونَ ، حيرةً ،

تُعْجِزُ في كلِّ اللغاتْ.

خفيفةُ الظلِّ ،

 - على حرِّ الهجيرِ -  بردهُ ،

أروى من الماء الفراتْ .

يحسُدُني عليكِ كلُّ فتيةِ الحيِّ ،

ولا تكفُّ عن بثِّ الحكايا الفتياتْ .

تزهو بيَ النفسُ  ،

كأنَّ النفس قد حازت على سرِّ الحياةْ .

للهِ درُّها الليالي ،

أيُّ لؤْمٍ فاقعٍ تخفي الليالي للسراةْ .

تُمسي على خصب المنى ،

وتغتدي جدباً مواتْ .

سيِّدتي :

هل تذكرينْ ،

كيف قلعْتِ الحلمَ المزروعَ ، شوقاً وحنينْ .

- على ضفافِ الروحِ – ،

من جذورهِ ،

 لتغرسينْ .

ليلاً طويلاً من دياجير الأسى ،

يقطر منه كلُّ دمعِ العاشقينْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق