هَلْ تَذْكُرِيْنْ ؟!.
سَيِّدَتِيْ :
هَلْ تَذْكُرِيْنْ ؟!.
ذَاكَ الفَتَى الَّذِي تَوَارَى خَلْفَ أَسْوَارِ السِّنِيْنْْ .
ذَاكَ الفَتَى الحَالِمَ ،
وَالُمُنْكَفِأَ النَّظْرَةِ ،
كَمْ كَانَ حُبُّهُ كَبِيْرَا .
وَكَانَ شَوْقُهُ أَثِيْرَا .
وَقَلْبُهُ أَصْفَى مِنَ المَاءِ المَعِيْنْ .
ذَاكَ الفَتَى الهَيِّنَ ،
وَاللَّيِّنَ ،
وَالطَّيِّبَ ،
وَالسَّمْحَ الرَّزِيْنْ .
أَحْبَبْتِهِ حُبَّاً يَفُوْقُُ الوَصْفََ ،
لا يُشْبُِِهُ حُبَّ الآخَرِيْنْ .
أَسْمَعْتِه أَحْلَى الكَلَامْ .
نَسَجْتِ فِيْ خَيَالِهِِ ،
أَبْهَى حِكَايَاتِ الغَرَامْ .
فَمَرَّةً ،
فَارِسُ أَحْلَامِِ الصِّبَا ،
وَمَرَّةً ،
كَتَوْأَمِ الرُّوْحِ الأَمِيْنْ .
ذَاكَ الفَتَى الوَدُوْدَ ،
وَالَمْحُبْوَبَ ،
وَالمُنْبَسِطَ اليَمِيْنْ .
هَلْ تَذْكُرِيْنْ ؟!.
كَيْفََ تَرَكْتِهِ عَلَى الرَّصِيْفِ
مُدْمَى القَلْبِ ،
مَسْلُوْبَ اليَقِيْنْ .
يَنْشُرُهُُ الأَسَى ، وَيَطْوِيْهِ الأَنِيْنْ .
تَرَكْتِهِ خَلْفَكِِ ،
دُوْنَ أَنْ يَرُفَّ جَفْنُكِِ النَّاعِسُ ،
أَوْ تَنُدَّ مِنْهُ دَمْعَةٌ لِتَفْضَحَ السِّرَّ الدَّفِيْنْ .
******
سيِّدتي :
هَلْ تذكرينْ ؟!.
أُمْسِيَةً واحدةً – لا غير – من تلك الأماسي .
ثالثكمْ صفوُ الهوى ،
وقلبه المحموم فرط الإحْتباسِ .،
يكاد أن يفلُتَ من أَسرِ الضلوعِ ،
لاهثاً خلف الحواسِ .
وأنتِ ،
عصفورةُ عشقٍ ،
بلَّ فيضُ الشوقِ ريشَها ،
ضعيفةُ المراسِ .،
تبحَثُ عن ركنٍ حميمٍ دافءٍ ،
ما بينَ خوفٍ والتماسِ .
فتحتمينَ بالفتى وتهمُسينْ .
أنتَ ،
ولن يُطْفأَ - إِلاّ الموتُ – ،
لهفتي عليك أو حماسي .
يا دفء كانون القرى
ينشر أطياف النعاسِ .
يا هدأتي عند الكرى ،
وقوَّتي عند رقدة الحمّى وباسي .
هَلْ تذكرينْ ؟!.
كيف نقضتِ العهدَ والوعدَ المتينْ .
ثمَّ طويتِ صفحةَ الأيامِ ،
في غدرٍ مشينْ .
وسرتِ في جنازة الفتى،
وقد أخفيت عدواناً مبينْ .
وقد أخفيت عدواناً مبينْ .
******
هَلْ تذكرينْ ؟!.
سيِّدتي :
هَلْ تذكرينْ ؟!.
مساءَهُ الأخيرْ .
وَقَلْبَهُ المحطَّمَ الأسيرْ .
يرنو إليك كالثريّا – بين جمع الراقصينْ .
تبتسمينَ تارةً ،
وتارةً ، تندهشينْ .
حتى إذا رَمَقْتِهِ – كالطيرِ – تجفُلينْ .
سيِّدتي :
هَلْ تذكرينْ ؟!.
كيف سترتِ الحبَّ في عزمٍ مكينْ .
لملَمْتِ ثَوبَ العرسِِ ،
ثُمّ استَدَرْتِ تعبثين
ثُمّ استَدَرْتِ تعبثين
في درَّةِ العقدِ الثمينْ .
*****
هَلْ تذكرينْ ؟!.
سيِّدتي :
هَلْ تذكرينْ ؟!.
ذاك الفتى المبهورَ بالحبِّ الذي كنتُ ،
وأنتِ زينة البناتْ .
ألذُّ من شهدٍ مصفّى ،
بهيِّةُ السمْتِ ،
مليحةُ الصفاتْ .
سنيّةُ الروح ، وضيئة الجهاتْ .
يحتار فيك الواصفونَ ، حيرةً ،
تُعْجِزُ في كلِّ اللغاتْ.
خفيفةُ الظلِّ ،
- على حرِّ الهجيرِ - بردهُ ،
أروى من الماء الفراتْ .
يحسُدُني عليكِ كلُّ فتيةِ الحيِّ ،
ولا تكفُّ عن بثِّ الحكايا الفتياتْ .
تزهو بيَ النفسُ ،
كأنَّ النفس قد حازت على سرِّ الحياةْ .
للهِ درُّها الليالي ،
أيُّ لؤْمٍ فاقعٍ تخفي الليالي للسراةْ .
تُمسي على خصب المنى ،
وتغتدي جدباً مواتْ .
سيِّدتي :
هل تذكرينْ ،
كيف قلعْتِ الحلمَ المزروعَ ، شوقاً وحنينْ .
- على ضفافِ الروحِ – ،
من جذورهِ ،
لتغرسينْ .
ليلاً طويلاً من دياجير الأسى ،
يقطر منه كلُّ دمعِ العاشقينْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق